

كيف يتم التلاعب بسرعة القوالب في مواقع الاختبار؟ |
عند تقييم سرعة القوالب في مواقع اختبار الأداء، من المهم أن ندرك أن النتائج التي نحصل عليها من هذه المواقع ليست دائما دقيقة أو تعكس الواقع الفعلي لأداء القالب على الموقع. فالقالب نفسه قد يظهر بسرعة أو بطيء بناءً على محتوى الموقع الذي يستخدمه. على سبيل المثال، إذا كان القالب مركبًا على موقع يحتوي على صور ذات جودة عالية أو فيديوهات في الصفحة الرئيسية، فمن الطبيعي أن يظهر القالب بطيئ في اختبارات السرعة. ولكن إذا تم استخدام نفس القالب على موقع آخر يحتوي على صور منخفضة الجودة، فسيبدو القالب سريعًا في الاختبارات.
إضافة إلى ذلك، هناك بعض المبرمجين الذين يلجأون إلى استخدام تقنيات خاصة بهدف تحسين نتائج اختبارات السرعة، حتى وإن كان القالب في الواقع ليس سريع كما تظهره هذه الاختبارات.
أحد أشهر التقنيات التي يتم استخدامها لتحقيق نتائج أفضل في اختبارات السرعة هي تقنية Lazy Loading. هذه التقنية تعتمد في الأصل على تأخير تحميل الصور في الصفحة حتى يقوم المستخدم بالتمرير إليها، مما يساهم في تحسين سرعة التحميل الأولى للصفحة.
إلا أن بعض المبرمجين يأخذون هذه الفكرة إلى مستوى آخر، حيث يقومون بتطبيق نفس التقنية على عناصر القالب بالكامل، وليس فقط على الصور. وهذا يعني أن أجزاء كبيرة من القالب لا تحمل إلا عندما يقوم المستخدم بالتمرير إلى أسفل الصفحة. هذا الأسلوب يعطي نتائج غير واقعية في اختبارات السرعة، لأن هذه الاختبارات لا تقوم بالتمرير، وبالتالي تسجل نتائج سريعة جدًا نظرًا لعدم تحميل كل العناصر.
يلجأ بعض المبرمجين إلى هذه الحيلة كوسيلة تسويقية لترويج قوالبهم. فهم يقدمون القالب على أنه يحقق نتائج مثالية في اختبارات السرعة، حيث قد يصل إلى 100% في بعض الحالات. المستخدمون غير المتخصصين قد ينخدعون بهذه الأرقام ويظنون أن القالب مثالي، بينما في الواقع قد يكون بطيئًا عند الاستخدام الفعلي.
كما أن هذه التقنية تعطي انطباعًا مبدئيا للزائر بأن الموقع سريع التحميل، إذ يتم تحميل الصفحة بسرعة عند النقر، ولكن في الحقيقة لم يتم تحميل كل المحتوى.
رغم أن تقنية Lazy Loading قد تبدو فكرة جيدة للوهلة الأولى، إلا أن لها بعض الأضرار التي قد تؤثر سلبا على تجربة المستخدم وأداء الموقع. من أبرز هذه الأضرار:
ليس بالضرورة أن تكون القوالب التي تعتمد على هذه التقنية سيئة. بعض القوالب التي تستخدم تقنية Lazy Loading قد تكون ممتازة وتحقق توازن بين الأداء وسرعة التحميل. في الواقع، قد تكون بعض هذه القوالب قادرة على تحقيق نتائج جيدة في اختبارات السرعة حتى بدون استخدام تلك التقنية.
لكن المشكلة تكمن في نقص المعرفة التقنية لدى المستخدمين. الكثير من المستخدمين يقيمون القوالب بناءً فقط على الأرقام التي يحصلون عليها من مواقع اختبار السرعة، مما يجعل المبرمجين يشعرون بالحاجة إلى تضمين هذه التقنية حتى يتجنبوا الانتقادات. وبدلًا من محاولة شرح هذه التفاصيل لكل مستخدم، يفضل بعض المبرمجين تضمين التقنية في القالب من البداية.
لا يمكن القول بأن القالب الذي يحتوي على تقنية Lazy Loading هو بالضرورة قالب سيء. الأمر يعتمد بشكل كبير على كيفية استخدام هذه التقنية وعلى مدى تأثيرها على الأداء الفعلي للموقع. بالنسبة لي، لا أفضل الاعتماد على هذه التقنية لعدة أسباب:
الغرض من كتابة هذا المقال هو توعية المستخدمين بفخاخ بعض التقنيات الترويجية التي يستخدمها بعض المبرمجين لجعل قوالبهم تبدو أسرع مما هي عليه في الواقع. من الضروري أن نفهم أن الأرقام التي نحصل عليها من مواقع اختبار السرعة ليست دائما تعبير دقيق عن سرعة القالب الفعلية.
كما أنني أردت أن أوضح كيفية تأثير تقنية Lazy Loading على أداء الموقع وتقديم نصائح لمن يرغب في تحسين سرعة موقعه دون الوقوع في فخ الترويج غير الدقيق.
في النهاية، الاختبار الحقيقي لأداء أي قالب يكون عبر تجربته في موقعك الخاص، مع محتوياتك الفعلية، وليس عبر الاعتماد فقط على نتائج اختبارات السرعة.
تعليقات
0